قاعدة للبقاء على قيد الحياة (1-5)

قواعد للبقاء على قيد الحياة



هو أمراً لا نحب الحديث عنه أو الانشغال به نحن قائدي السيارات ولكن لمعلوماتك يموت حوالي 50 ألف شخص سنويا بالولايات المتحدة الأمريكية في حوادث الطرق وفي غالبية الاحصائيات يصاب نحو 22 مليون شخص في مثل هذه الحوادث كما ان الخسائر المادية المترتبه على ذلك تتجاوز الـ 80 مليار دولار
هذه المجزرة ليست ضرورية على الاطلاق اذا علمنا ان كل هذه الحوادث تقريباً يمكن تفاديها ومنعها، كيف؟
يسعدني أنك سألت عزيزي قائد السيارة، ويجيبك الخبير الأمريكي روبرت شولير في هذا الموضوع من خلال خبرته وحكمته التي اكتسبها خلال 15 عاما في تدريس منهج القيادة الوقائية (الآمنه) وقوانين المرور في ولاية أريزونا الأمريكية.

ما سبق كان العنوان الرئيسي للموقع الأمريكي المسمى بنفس عنوان الموضوع مترجماً من اللغة الانجليزية بتصرف، وما دفعني لهذا الموضوع هو ما عانيته وأعانية يومياً في قيادة سيارتي منذ عدت لبلادي الحبيبة.
وهي محاولة على أمل اعادة وعي البعض أو ربما الكل للقيادة الآمنة والصحيحة في بلادنا عساها أن تعيد جزء من أمل عودة الوعي لبلادنا في كل أمور حياتنا التي فقدناه تماماً خلال السنوات السوداء القليلة الماضية
ويمكنكم الاطلاع على هذه القواعد من الخلال الموقع المذكور بنهاية المقال باللغة الانجليزية
-----------------------------------------------------------------------------------


القاعدة رقم "1"

الانتبـــــــــــــــــــــــــــــــاه واليقظـــــــــــــــــــــــــــة






"والله ما شفته" هذه المقولة هي المبرر الأول والعذر الأشهر الذي تسمعه غالبا عند حدوث تصادم
هل كانت السيارة الأخرى تلبس طاقية الإخفا ؟ طبعاً لا
عدم الانتباه واليقظة هي السبب الرئيسي في حوادث تصادم السيارات والذي يرتكبه أحد السائقين أو كلاهما. وعدم الانتباه يشمل عدة أشياء منها أحلام اليقظة، تشتت الذهن، النعاس، الارهاق والاجهاد، النوم المغناطيسي المرتبط بالطرق السريعة والكلام مع المرافق أثناء القيادة وغيرهم الكثير

طاقة هائلة
الحركة في العلوم الرياضية والفيزيائية تنتج طاقة، فمثلاً الصاروخ تتمثل قوته التدميرية في حركته وسرعته الهائلة، فأنت اذا اصطدمت بصاروخ ثابت على الأرض لن يحدث لك أي مكروه عكس أن يسقط عليك نفس الصاروخ من السماء بسرعته الهائلة التي أكسبته هذه القوة التدميرية بالاضافة للمواد المتفجرة التي يحتويه.
ومع الفارق فالسيارة مثلها مثل هذا الصاروخ، نتيجة سرعتها ينتج عنها قوة هائلة تقدر بالآلاف من وحدات الطاقة وانت كقائد لهذه السيارة تستفيد بهذه الطاقة للوصول لمكان ما بسرعة ولكن مسئوليتك الأساسية تكمن في عدم استخدام هذه الطاقة لجرح أو قتل الآخرين أو لتدمير ممتلكاتهم.
الانتباه واليقظة يزيد الاحتمالات لكي ترى، وتتعرف، وتتفادى الأخطار على الطريق، وهذه هي العناصر الأساسية الثلاثة للقيادة الوقائية " الآمنه "
الخاصية الأساسية الضرورية لسائق وقائي آمن هي الانتباه والتيقظ وهي الأهم على الاطلاق في مهام القيادة حيث أنها توفر وتخلق الوقت المطلوب كي تتعرف على المخاطر وتتفادى الاصطدام

احصائية
احصائية مشهورة تقول أن معظم حوادث التصادم تحدث في محيط ومسافة صغيرة من المنزل. لماذا؟ لأننا ببساطة دائما نقود سياراتنا في الجوار وبالتالي تحدث هناك حوادثنا المؤسفة. وبطريقة أبسط نقول أنه في محيط المنزل وبالقرب منه نشعر بالراحة والألفة وبالتالي تسترخي حاسة التيقظ والانتباه نتيجه هذه الألفة (وهو ما يحدث أيضاً للسائق الآخر). وهناك مقولة تقول أن الألفة تولد قلة الاحترام وبالضرورة عدم الانتباه، فأنت عندما تقود في طريق تعودت عليه وتسير عليه يوميا تفقد يقظتك وانتباهك نتيجة انك الفت وحفظت هذا الطريق. ونحن دائما لا نتصور حجم الضرر الذي قد ينتج من التصادمات في السرعات البطيئة.

تحدي
التنبه والتيقظ ليست بالمهمة السهلة في الوقت الذي يتحتم ويتطلب فيه ذلك. ومهمتك الآن عندما تقود سيارتك أن تحاول التركيز بعمق في مهمة القيادة، وألا تفكر بأي شئ آخر، ثم أنظر كم استغرق عقلك لكي يبدأ في السرحان، كثير من القادة لن يبرحوا موقف السيارة حتى يبدأ عقلهم في السرحان. حتى السائقون المحترفون لا يفكروا بالقيادة نفسها كثيراً، انه أمر نفعله بشكل اوتوماتيكي والعقل يبدأ في السرحان بحرية وعقولنا تحب ذلك وتفضله دائماً. ألا تذكر يوما أنك قدت لمسافة ما وسرحت بعقلك حتى انك لما وصلت وجدت أنك لا تذكر أي شئ عن تفاصيل الرحلة أو المسافة أو المشوار نفسه؟

العلاج
التنبه والتيقظ يمكن أن يتحول الى عادة لكن عليك أن تعمل على ذلك وتدرب نفسك وعقلك عليه، ضع أمام عينيك هدفا وصر عليه مثل ألا تأكل أثناء قيادتك للسيارة مثلاً أو أي فعل قد يقلل من انتباهك ويقظتك مثل التدخين أو التحث مع المرافق أو في الهاتف.
اربط عقلك بعينيك وابدأ دائما بتحليل ما تراه عينيك أثناء القيادة وهو ما يسمى بالانتباه الموقعي أو الموقفي أي عند كل موقف أو حاله.

القيادة هي أخطر ما نفعله في حياتنا اليومية وهي تستحق انتباهك الكامل. إجادة هذه العادة يمكن أن يجعلك مضاداً للرصاص تقريباً، ليس تماماً ولكن تقريباً.

-----------------------------------------------------------------------------------


قاعدة رقم "2"

لا تثـــــــــق بـــــــــأي شخـــــــــص






من هو العدو الرئيسي لك أثناء القيادة؟ .. انه أنت وبلا منازع.
لا يجب أبداً أن تثق وتعتمد على ما سيفعله السائق الآخر. فكر في كل الأخطاء التي ارتكبتها على مر السنين أثناء قيادتك، وفكر فيما قد تفعله مستقبلاً من أخطاء أخرى، وبالتالي كل السائقون الآخرون مثلنا تماما فعلوا ما فعلنا وسيفعلون ما سوف نفعل وبناءاً عليه لا تثق بهم أبداً فهم مثلك. ضع عينيك دائماً على السائق الآخر واترك لنفسك مساحة كافية لأي خطأ محتمل. توقع أي خطأ منه وجهز نفسك دائما لتفاديه، واعلم انه سيفعل لأنه كما قلنا مثلنا تماماً. فاذا كنت تستخدم خاصية السائق الآلي "اوتوكروز أو اوتوبايلوت" فانت بالتالي تسلم قيادة سيارتك لهؤلاء السائقون الآخرون، وأصبحت تحت رحمتهم، مصيرهم هو مصيرك.

اذا وثقت بهم بشكل كبير واعتمدت على انهم سيتفادون الخطأ فأنت بذلك سلمتهم سلامتك وامان سيارتك. واسأل نفسك هل هذا السائق جدير بهذه الثقة؟ في هذه اللحظة مئات من السائقون عرفوا وتيقنوا انه رهان فاشل. ما ادراك بهذا السائق الآخر، ربما هو سكران أو مخدر أو ربما فقد عمله للتو أو لديه أي ظرف سئ. ربما هذا السائق ما هو الا طقل ابن 11 سنه وحصل على مفاتيح سيارة أبيه بشكل أو بآخر، كيف تثق به؟ ابدأ قيادة سيارتك بوضع فكرة واحدة في رأسك بأن كل سائق آخر هو سائق خطير وقد أتى ليصطدم بك. واعلم أن معظم الحوادث تقع بسبب أن السائق الآخر فعل شيئا لم يكن متوقعاً لك أو انك فعلت شيئاً لم يكن متوقعاً للآخر.

وأنت اذا تقبلت الفكرة أن كل سائق معرض لعمل أخطاء في القيادة، فالخطوة القادمة هي أن تقود أنت بحذر. كن حذراً عندما تقترب من أي ضوء أحمر علماً بأن الضوء نفسة لا يمكنه ايقافك ولا ايقاف أي شخص آخر انما ادراكك لهذا الضوء وحذرك وارادتك هي من يمكن أن يوقف سيارتك. انتبه للسائق الذي استعد أو ربما قرر بالفعل الخروج من موقف سيارات بجانب الطريق أو أي شارع جانبي حتى لو لم تكن تراه فعلياً. راقب دائما الفجوات والمساحات بين السيارات في خطوط المرور والتي بسببها يمكن أن تجد سائق يتوقف فجأه ليسمح لغيره بالمرور وبالتالي يصبح لديك مشكلتين في وقت واحد، الأولى هي ذلك السائق المتوقف والثانية هي السائق الآخر الذي سيمر دون أن يعلم حتى بوجودك. الكثير من الحوادث تحدث لهذا السبب. وهناك المزيد: كأن ينحرف شخص ما فجأة لتغير الحارة دون استخدام الاشارة أو أن تتبع سيارة وفجأه يقرر سائقها أنه يريد دخول شارع جانبي فاته أو رآه في آخر لحظه. وانت تعلم بكل تأكيد عشرات من الأخطاء الأخرى التي قد تحدث من السائقون الآخرون فجأة ودون مبرر. كن حذرا ومتيقظاً ومستعداً دائما بخطط وأساليب لمواجهة مثل هذه الاحتمالات والتعامل معها.

-----------------------------------------------------------------------------------