واشنطن: أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا عن اختيار العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 ليكون ضمن أعضاء مجلس المستشارين العلميين والتكنولوجيين التابع للبيت الأبيض مباشرة والمعروف اختصارا باسم مجلس "بي.كاست" PCAST.
وكان قرار تشكيل المجلس الاستشاري الرئاسي الأمريكي "بي كاست" قد تم التوقيع عليه في صورة قانون رئاسي بواسطة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يوم 30 سبتمبر عام 2001 ، وهو مجلس يتكون من مجموعة من أبرز العلماء والمستشارين الذين يقدمون المشورة إلى الرئيس ونائبه ويساعدوه على تشكيل السياسات واتخاذ القرارات في مختلف المجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والابتكار ، ويعتمد أوباما بشكل كبير على هذا المجلس في تشكيل قراراته وتوجهاته في القضايا الرئيسية مثل العلوم والتعليم والطاقة والصحة والبيئة والأمن والتغير المناخي والاقتصاد.
وجاء الإعلان عن اختيار الدكتور زويل – الأستاذ في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتيك" – في خطاب ألقاه أوباما في الأكاديمية الوطنية للعلوم في واشنطن.
وحسبما ذكرت صحيفة "الشروق" المصرية فقد وقع اختيار أوباما على زويل من بين عشرين من الشخصيات العلمية البارزة التي تم تعيينها في المجلس ، وهم : روزينا بيرباوم وكريستين كاسل وكريستوفر تشيبا وجيمس جيتس وجون هولدرن وشيرلي جاكسون وإيريك لاندر وريتشار ليفن وتشاد ميركن وماريو مولينا وإيرنست مونيز وكريج موندي وويليام بريس وماكسين سافيتز وباربرا شال وإيريك شميدت ودانييل شراج وديفيد شو وهارولد فارموس.
والمجلس بتشكيله الحالي يتألف من ثلاثة من الحاصلين على جوائز نوبل واثنين من رؤساء الجامعات الأمريكية.
وقال أوباما عن هذا المجلس : "إنه يتكون من قادة بارزين من العديد من المجالات العلمية ممن يساعدون على إيجاد تنوع في الخبرات ووجهات النظر" ، وسوف أكلف المجلس بتوجيه المشورة لي حول الاستراتيجيات الوطنية من أجل الحفاظ على ثقافة الإبداع العلمي".
أما أحمد زويل نفسه فقال تعليقا على هذا الاختيار : "إنني سعيد بأن أكون مستشارا لمساعدة الرئيس أوباما في تحقيق رؤيته للولايات المتحدة للقرن الحادي والعشرين ، وللتعامل مع القضايا ذات الأهمية العالمية".
ووصف جان لو تشامو رئيس معهد كالتك زويل بأنه "اختيار رائع لعضوية بي كاست ، ليس فقط لكونه عالما متميزا ، ولكن لأنه أيضا قائد نخبوي يملك رؤية عظيمة في القضايا التي يواجهها المجتمع".
نبذة عن حياة الدكتور أحمد زويل
د. زويل وع طفليه
ولد الدكتور أحمد زويل في مدينة دمنهور بجمهورية مصر العربية في السادس والعشرين من فبراير/ شباط عام 1946, وبدأ المرحلة اولاى من تعليمه بمدينة دمنهور ثم انتقل مع الأسرة الي مدينة دسوق مقر عمل والده حيث أكمل تعليمه حتي المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية العلوم جامعة الاسكندرية عام1963 وحصل علي بكالوريوس العلوم قسم الكيمياء عام1967 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم حصل بعد ذلك علي شهادة الماجستير من نفس الجامعة.
وبدأ الدكتور أحمد زويل مستقبله العملي كمتدرب في شركة "شل" في مدينة الأسكندرية عام 1966 واستكمل دراساته العليا بعد ذلك في الولايات المتحدة حيث حصل علي شهادة الدكتوراه عام 1974 من جامعة بنسلفانيا
وبعد شهادة الدكتوراه, انتقل الدكتور زويل الي جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا وانضم لفريق الأبحاث هناك. وفي عام 1976 عين زويل في كلية "كالتك" كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين.
وفي عام 1982 نجح في تولي منصب أستاذا للكيمياء وفي عام 1990 تم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج . وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف بإسم "الفيمتو ثانية " أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية, وتسلم جائزته في احتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسان الاسبقان للولايات المتحدة الامريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد وغيرهم.
وفي عام 1991 تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء وبذلك يكون أول عالم عربي مسلم يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء منذ أن فاز بها الروائي المصري نجيب محفوظ عام 1988 في الأدب والرئيس الراحل محمد أنور السادات في السلام عام 1978 .
وللدكتور أحمد زويل أربعة أبناء وهو متزوج من "ديما زويل" وهي تعمل طبيبة في مجال الصحة العامة, وهو يعيش حاليا في سان مارينو بولاية كاليفورنيا .
ويشغل الدكتور أحمد زويل عدة مناصب منها الأستاذ الاول للكيمياء في معهد لينوس بولينج وأستاذا للفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومدير معمل العلوم الذرية.
وأبحاث الدكتور زويل حاليا تهدف الي تطوير استخدامات أشعة الليزر للإستفادة منها في علم الكيمياء والأحياء, أما في مجال الفيمتو الذي تم تطويره مع فريق العمل بجامعة كالتك فإن هدفهم الرئيسي حاليا هو استخدام تكنولوجيا الفيمتو في تصوير العمليات الكيميائية وفي المجالات المتعلقة بها في الفيزياء والأحياء.