طهران - رويترز - قال مرشح معتدل لخوض انتخابات الرئاسة الايرانية في يونيو تموز يوم الثلاثاء إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أضر بعلاقات البلاد مع المجتمع الدولي.
وقال مهدي كروبي وهو رئيس اسبق للبرلمان ورجل دين معتدل ان تشكيك احمدي نجاد في المحرقة النازية لا يتماشى مع مصالح الدولة الاسلامية.
وقال كروبي احد المتنافسين المعتدلين الرئيسيين في مؤتمر صحفي ان "تخفيف حدة التوتر مع الغرب هو بالتأكيد اولويتي." واضاف "لقد اضرت خطب الرئيس بمصالح إيران."
وانتقد الاصلاحيون الساعون الى تغيير سياسي واجتماعي احمدي نجاد الذي جاء الى السلطة متعهدا باحياء قيم الثورة الاسلامية 1979 لعزله ايران بخطبه النارية ضد الغرب.
وزادت التوترات الامريكية-الايرانية سوءا منذ انتخاب احمدي نجاد عام 2005 الذي شكك في المحرقة وطالب بمحو اسرائيل من على الخريطة.
وقال كروبي "المحرقة لا تهم ايران سواء كانت موجودة ام لا ... مثل هذه التصريحات اثارت دولا اخرى لتتخذ اجراءات ضد ايران."
وفي مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية في ابريل نيسان الجاري اتهم احمدي نجاد اسرائيل بانها "حكومة عنصرية تماما" تأسست "على ذريعة معاناة اليهود."
وتسببت تعليقاته في انسحاب الدول الاوروبية التي لم تقاطع مؤتمر جنيف لكنه نال استحسانا من وفود إسلامية. وادان الرئيس الامريكي باراك اوباما تصريحاته ووصفها بانها "مروعة ومستنكرة ".
وفي الوقت الذي شدد فيه على ايمانه بالحفاظ على مصالح ايران الوطنية قال كروبي ان الدولة الاسلامية يجب ان تكون مستعدة لمحادثات مع خصومها وخاصة الولايات المتحدة.
وقال "يجب على ايران تبني سياسات تتماشى مع مصالح البلاد."
وعرض اوباما منهجا امريكيا جديدا على ايران التي لا تربطها علاقات مع واشنطن منذ ثلاثة عقود قائلا انه سيمد يد السلام اذا ما "ارخت ايران قبضتها". وتطالب ايران "بتغير حقيقي في السياسة الامريكية" بدلا من الكلمات.
ووصلت واشنطن وطهران الى طريق مسدود في نزاع حول برنامج ايران النووي. وشكك كروبي في تعامل الرئيس مع القضية النووية قائلا ان خطبه النارية ساعدت في عزلة ايران وتعريضها لثلاث جولات من عقوبات الامم المتحدة.
وقال "اذا اصبحت رئيسا ساغير المنهج الايراني في نزاعها النووي مع الغرب." والزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي هو صاحب القول الفصل بشأن القضايا الكبرى بما في ذلك المشكلة النووية الايرانية مع الغرب.
وقال كروبي في اشارة واضحة لاحمدي نجاد الذي وصف قرارات الامم المتحدة بأنها "قصاصات من ورق ممزق" ان "المزيد من الدبلوماسية سيكون افضل. وصف قرارات (الامم المتحدة) بانها قصاصة من ورق ممزق يضر بالتأكيد بالبلاد."
ويتهم الغرب ايران بمحاولة بناء اسلحة نووية سرا. وتنفي ايران هذا وتعرضت لثلاث جولات من عقوبات الامم المتحدة فرضت عليها لعدم وقفها عملها الذري.
وتحول كروبي الى معسكر الاصلاحيين خلال السنوات الثماني التي تولي فيها الاصلاحي المعتدل محمد خاتمي رئاسة البلاد لكنه في بعض الاحيان كان ينحني لضغط من المؤسسة الدينية المتشددة في ايران التي اعاقت اصلاحات خاتمي.
ويوجد مرشح اخر هو المعتدل ميرحسين موسوي الذي كان رئيسا للوزراء خلال الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 - 1988 والذي قال انه يرغب في تحسين العلاقات مع الغرب. وحتى الان فان احمدي نجاد هو الوحيد من المحافظين الذي جعل من المعروف انه سيخوض الانتخابات.
ويقول محللون ان مصير السباق قد يعتمد على ان كان احمدي نجاد سيحتفظ بدعم خامنئي الذي يمكن ان تؤثر كلماته في ملايين الموالين.