دعا الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عمال مصر في اليوم العالمي للعمال إلى أن يتحلَّوا بأخلاق الإسلام ومبادئه، وأن يُعطوا من أنفسهم القدوةَ الصالحةَ للأمة، ويجعلوا أفعالَهم وإنجازاتِهم تتحدث عنهم؛ طلبًا لرضا الله سبحانه وتعالى، ورفعةً لشأن أوطانهم.
وقال فضيلته في الرسالة الأسبوعية التي حملت عنوان "في يوم العمال.. دعوة للإتقان والإحسان": إن الإسلام وضع أسسًا وضوابطَ للعمل والعمال، وبيَّن الحقوق والواجبات بل إنه رفع قيمة العمل، وجعله قيمةً تصل إلى مرتبة العبادة، وهو ما لم يحدث في شريعة سابقة.
وأشار إلى أن الله رفع درجة العمل إلى مرتبة العبادة، وقرنه بالإيمان واعتنى الإسلام بالعمل، وجعله نعمةً تستحق الشكر، كما اعتبر الإسلام العملَ نوعًا من الجهاد، ينال به درجة المجاهدين وشرف المرابطين، مشيرًا إلى أنه عندما رأى الصحابة شابًّا قويًّا يُسرع إلى عمله، قالوا: لو كان هذا في سبيل الله؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا هذا؛ فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيل الشيطان".
وأضاف: "الإسلام عَظَّم قيمة العمل، وأعلى قدر العاملين، وحرَّم التبطُّل، وحارب الخمول والكسل، وحث المسلم على أن يكون ديدنه في حياته كلها العمل والعطاء وتعمير الأرض وبناء الحياة؛ حتى يدركه الموت أو الساعة، مشيرًا إلى أن العمل في الإسلام قيمة في حدِّ ذاته، فضلاً عن كونه من أهم عوامل تقدم الأمة وتبوئها مكانتها المفقودة في الصناعات المختلفة وريادتَها في الأعمال المبتكرة.
وقال: إن العملَ في الإسلام وسيلة تغني المسلم، وتكفل له حياةً كريمةً، على ألا تشغلَه عن آخرته، وتعطِّلَه عن تقربه من ربه، وتعوقه عن خدمةِ دينه؛ بل ترفعه إلى العطاء ورعاية واجباته الدعوية، فضلاً على أن الإسلام يحثُّنا على ضرورة إتقان العمل حتى تتقدَّم الأمة وتحقِّق ريادتها الواجبة في مختلف المجالات، صناعية وتجارية وزراعية، حتى يقدم المسلمون أنفسهم للعالم الذي لا يُقدِّر إلا الأقوياء في العلم والتقنية والإدارة والتخطيط والتنمية الشاملة والإعلام المبدع والاقتصاد القوى... إلخ.
وقال فضيلته إنه يجب على العامل أن يؤمن أن عمله محلُّ نظر الله تعالى، وأن يعلم أن عمله أمانة عنده، فلا يضيِّعها ويفرِّطْ فيها، وأن يتحلَّى بالجدِّ والمثابرة في العمل، مشيرًا إلى أن الإتقانَ يحتاج إلى مجاهدة، ومغالبة لعوامل الكسل والإهمال.
كما طالب صاحب العمل بضرورة إكرام العامل وحسن معاملته؛ حتى يقوِّيَ لديه الشعور بالانتماء والولاء وإعطاءه الأجر الذي يتناسب مع جهده ومهاراته وإتقانه بحيث يوفِّر له الحياة الكريمة، فضلاً عن عدم تكليف العامل بما لا يُطيق، وعدم إرهاقه بالأعمال الشاقَّة التي لا يقدر على إنفاذها.